العتبة الكاظمية المقدسة تقيم ندوة علمية بمناسبة ذكرى استشهاد نبي الإنسانية محمد- ص
تزامناً مع الذكرى الأليمة لاستشهاد الرسول الأكرم محمد(ص) وانطلاقاً من مبدأ نشر تراث وفكر الرسالة الاسلامية السمحة ومن اجل تعميم مبدأ الاستفادة من المدرسة المحمدية الرائدة في الفكر والدين والحياة
وتحت شعار(محمد رسول الله(ص) رحمة مهداة للإنسانية جمعاء) أقامت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة ندوة علمية على قاعة مضيف الإمامين الجوادين ع في الصحن ألكاظمي الشريف
وهو ما يعد خطوة أخرى تعكس مدى الاهتمام الذي توليه العتبة الكاظمية المقدسة لإحياء الجانب العلمي والثقافي والمعرفي للنبي الكريم ص وأهل بيته الأطهار ع .افتتحت الندوة بتلاوة آيٍ من الذكر الحكيم شنف بها أسماع الحاضرين القارئ(همام عدنان), ثم ألقى السيد الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة الحاج فاضل الانباري كلمة بهذه المناسبة جاء فيها (بمناسبة ذكرى وفاة سيد الكائنات النبي الصادق الأمين(ص) نرفع تعازينا إلى مقام مولانا صاحب العصر والزمان(عج) ومراجعنا العظام والعالم الاسلامي اجمع.
كما اتقدم باسم الامانة العامه للعتبة الكاظمية المقدسة مرحبا بكم جميعاُ وانتم تجتمعون في هذه الرحاب الطاهرة المقدسة للإمامين الجوادين (ع) للمشاركة في ندوتنا العلمية التي تقام تحت شعار (محمد رسول الله رحمة مهداة للإنسانية جمعاء)، والتي سوف نطلع من خلالها الى ما سوف يقدمه المحاضرون الافاضل من عصارة جهدهم وهم يعرجون الى أعظم شخصية عرفها الوجود، ويستلهمون من أريج عظمتها نفحات الطهر والقداسة ويستشفون منها السمو والرفعة في كل ما عٌرف به(ص) من خلقٍ سامٍ وعطاءٍ ثرٍّ امتد ضياؤه ليخترق الحجب ويجتاح الافاق ويحظى بوسام الثناء من لدن العزيز سبحانهُ واصفاً إياه بقوله تعالى:( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)، لقد اثبت(ص) وعلى مر التاريخ وعبر كل المديات انه الرجل الأول والاعظم شانا في تاريخ الانسانية بالحفاظ على كرامه الإنسان وصيانة حقوقه، كما لم تشهد الانسانية اجمع نظيرا له في مستوى الارتقاء الى اعلى مراتب الرحمة والحب والفضيلة، رغم كل ما تعرض له (ص) من إيذاء كابده في مسيرته جهاده الرسالية فيقابل الإساءة بالإحسان.ان تواصلكم في المواصلة والحضور والتفاعل الدائم للنشاطات العلمية والثقافية التي تضطلع بها الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة جدير بالتحية والإجلال وهو دليل وعيكم التام بعظم وجسامة المسؤولية التي تقع على عاتق الجميع في النهوض بمستوى وعي الأمة المسلمة وإعدادها إعدادا رسالياً صحيحاً وهي تواجه التحديات الكبيره كي تقف صامدةً إمام الغزو الحضاري المنحرف والأفكار الهدامة التي تتعرض لها من خلال وسائل الاعلام المتطور والتي يقع في شراكها من لم يفهم العقيدة الاسلامية التي نستقي مفاهيمها من منابعه الصحيحة فهماً حقيقياً واعياً في الفهم الواعي المتحضر والمثقف للرسالة الاسلامية المحمدية الاصيلة يعزز من صلابة هذه الامة ويثبت خطاها ضمن خط رسالي موحد يجمعها دون فرقة ويصل بها إلى بر الأمان.
فالأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة تعدُ برنامجها الثقافي المتجسد في اقامة المؤتمرات والندوات الثقافية لتنفتح على كافة الميادين المعرفية وتمد جسور التواصل بين الشرائح المثقفة والأكاديمية وبين المدارس الدينية والحوزوية لتبقى من خلال ذلك العتبات المقدسة بصروحها منارات وفنارات للعلم والمعرفة والخير والبركة، كما يتحقق من خلال التواصل والتلاحم الدائم بين كافة اطياف الشعب العراقي ومكوناته الدينية والعلمية لبناء مجتمع عراقي موحد ومتماسك يقف صامداً أمام كل الرياح والأعاصير التي تحاول ان تفكك تنوعه وطيفه الزاهي).
ثم بدء بقراءة البحوث المشاركة في الندوة فكان أولها البحث الموسوم (دور الرسول الأعظم ص في تأصيل التنمية البشرية التراحم أنموذجا) لسماحة السيد (محمد صادق الخرسان) والذي يضع لبحثه محاور ثلاث هي ( التحابب والتراحم والتنمية ) حيث يقول : ( إنني اخترت هذه المفردة ـ التراحم ـ لشموليتها ولمحدودية الوقت وحيث ان التحابب يفضي إلى التراحم والتراحم يؤدي إلى التنمية وحيث ان التنمية بما هي مفردة يعبر عنها اليوم بفن النجاح وبما لها من تعريف يمكن ان نختار ما يلي : عملية اختيار الكفاءات البشرية وتحسين أداءها لخلق تغيير نوعي في المجتمع، وبعبارة أخرى التنمية مقاربة تصحيحية على مدى الزمان للوصول للأفضل ) وقد اشتمل البحث على مقدمة وتمهيد قبل الدخول في صلب الموضوع الذي تناول فيه دور الرسول الأعظم في تنمية الموارد البشرية لخلق بيئة مجتمعية خالية من العقد والتنافر والتشاحن مليئة بقيم التحابب والألفة وقبول الآخر على رغم اختلافه الفكري والديني والمذهبي وهو بالضبط ما نحتاج إليه في هذا المنعطف التاريخي الهام الذي تمر به بلادنا ومحاولة بعض الأطراف الخارجية إثارة الفتن وبث مبدأ التنافر والفرقة بين أطياف المجتمع العراقي لتحقيق أغراضها في تحطيم البنية الاجتماعية المتماسكة لمختلف أطياف المجتمع. وكان البحث الثاني للدكتور(نعيم الغراوي) تحت عنوان ( الدور الإنساني والاجتماعي للنبي محمد(ص) من خلال مواقفه النبيلة وزوجاته ), ثم تليت في الندوة رسالة متلفزة لسماحة السيد (مرتضى ألعاملي), والتي اشاد فيها بالدور الرائد الذي قام بتأديته الرسول الكريم لتبليغ رسالة السماء مما يتطلب منا الاستفادة من مواقفه وجهاده ص في ترصين بناء مجتمعاتنا الإسلامية بمواجهة الضغوط والإخطار التي نتعرض لها،
وقد ترأس جلسات الندوة العلمية بأسلوبه المتميز والبارع والمشوق الدكتور(طاهر ألأسدي) وكان الأستاذ(جلال علي محمد) مقرراً للجلسة والأستاذ (مصطفى عبد الكريم) عريفاً للحفل. وقد حضر الندوة العديد من الشخصيات والمفكرين وأساتذة الجامعات والحوزات العلمية, حيث اختتمت بتوزيع الشهادات التقديرية والجوائز والهدايا على السادة المحاضرين المذكورين ورئيس الجلسة ومقررها من قبل السيد الامين العام الحاج فاضل الانباري وسماحة الشيخ مكي شطيط عضو مجلس ادارة العتبة رئيس قسم الثقافة والاعلام .