إدارة المعرفة .. الندوة الثقافية الشهرية

أقام المجلس الثقافي لمكتبة الجوادين(عليهما السلام) العامة في الصحن الكاظمي الشريف الندوة الثقافية الشهرية الثانية والستين مساء يوم الخميس 6/3/2014م، وقدم فيها أ. د (جمال عبد الرسول الدباغ) الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة محاضرة بعنوان (إدارة المعرفة) وترأس جلستها سماحة الشيخ(عماد الكاظمي)، بحضور أعضاء مجلس إدارة العتبة وعدد من الشخصيات الدينية والعلمية والثقافية ولأكاديمية حيث استهلت الندوة بتلاوة أياتٍ من كتاب الله العزيز عطّر بها القارئ (السيد عمار الموسوي) أسماع الحاضرين، بعدها بدأت المحاضرة وقدم المحاضر نبذة تاريخية عن مفهوم المعرفة ووجودها في العلوم والمجالات الحياتية كافة، وعرّفها بأنها حصيلة المعلومات والخبرات البشرية التي يتم الحصول من التعلم والممارسة، وتمكّن من يمتلكها من التجاوب مع المستجدات والمتغيرات التي تواجهه وتجعله أكثر قدرة على الوصول إلى الحل الأفضل. وبيّن أهمية المعرفة في القرن الحالي من خلال المتغيرات والتطورات العالمية المتسارعة ودورها في تعاظم المعرفة وتحولها الى علم قائم بذاته له أدبياته الخاصة به ووحداته التنظيمية الكبيرة في العديد من الطرق . كما وضح العلاقة بين البيانات والمعلومات، فالبيانات هي الارقام والرموز والنصوص والصور والأصوات التي تمثل الحقائق الأولية للوصف، أما المعلومات هي المعنى الذي تحمله البيانات وهي التي تزيد مستوى المعرفة، والفرق بينهما هو ان المعلومات تنتج من معالجة البيانات وهي التي تزيد مستوى المعرفة. واستعرض أنواع المعرفة وأولها المعرفة (الظاهرة) المدونة أو المحفوظة والتي تتصف بالموضوعية والحسية والملموسية وهي قابلة للترميز ونستطيع الوصول إليها بإرادتنا ويمكن تخزينها والتشارك فيها وتتميز بإمكانية إنتقالها إلى الآخرين وتعد الموسوعات والكتب المدرسية أمثلة جيدة للمعرفة الظاهرية، أما الثانية (الضمنية) وهي التي يمتلكها الأفراد ويكتبونها من خلال خبراتهم في مجال العمل ويصعب الحصول عليها من غيرهم وهي ذات قيمة بالغة ولا يمكن الاستفادة منها كما ينبغي ويسهل فقدانها في أحيانٍ كثيرة... كما ذكرأن إدارة المعرفة مجموعة من العمليات التي تساهم في تحقيق أهداف المنظمة عن طريق الإدارة الفاعلة للخبرات والتجارب العلمية، وبيّن أهم مراحلها: (الإكتساب) أي الحصول على المعرفة من مصادر مختلفة من الخبراء والمختصين وقواعد البيانات أو الأرشيف ومرحلة (التخزين) فيتم بوسائل عدة. وأما مرحلة (النقل) فتعتمد على آليات وطرق رسمية وغير رسمية, كما أوضح (التطبيق) المعرفي الذي يعد الهدف الأساس من عملية إدارة معرفتها ويتطلب هذا التطبيق تنظيم المعرفة، وأشار في نهاية المحاضرة إلى القيم المعرفية كقواعد حاكمة للسلوك. و بعد استراحة قصيرة كان مسك ختام المحاضرة فتح باب الحوار والمناقشة وطرح بعض المداخلات من قبل السادة الحضور والوقوف على جوانب مهمة في إدارة المعرفة وكانت رؤاهم ذات فائدة كبيرة لأنها أتت من وجهات نظر علمية وثقافية متنوعة أثرت هذا البحث القيّم .