العتبة الكاظمية المقدسة تحتفي بولادة مهدي الأمة

يتجدد الشوق والولاء ونحن بانتظار إطلالة شمس الحرية ذو الطلعة البهية مُخلص الأنام من الظلام والعبودية حجة الله على أرضه إمامنا المهدي المنتظر"عجل الله تعالى فرجه الشريف" وابتهاجاً بذكرى ولادته في ليلة النصف من شعبان المبارك أقامت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة حفلها البهيج التي دأبت على إحيائه سنوياً في رحاب الصحن الكاظمي الشريف، وحضر هذه المناسبة الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة أ.د "جمال الدباغ" وأعضاء مجلس الإدارة وعدد من الشخصيات الدينية والاجتماعية وزائري الإمامين الجوادين "عليهما السلام"، استهل الحفل الميمون بتلاوة آيات بينات من كتاب الله العزيز شنف بها القارئ الحاج "همام عدنان" أسماع الحاضرين بعدها ارتقى المنصة أ.د "جمال الدباغ"ليلقي كلمة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسةقائلاً: "أن النظر إلى القضية المهدوية ينبغي أن تكون بعمق لتجتمع فيه كل الأبعاد، تتمحص فيه رؤى الديانات السماوية وكتبها وثقافات الشعوب والأمم لاستخلاص النتائج الحتمية للمجتمع الإنساني أجمع، وفي وجوب الإقرار لوجود المنقذ الذي تشهد به تلك الديانات وعلى مر التاريخ ليصلح ما اعوجّ من أحوالها وتتحقق فيه العدالة وإن اختلفت تلك الديانات والمذاهب في شخصه ونسبه الشريف وزمان مولده، غير أنها تتفق جميعاً على حتمية وجوده في آخر الزمان، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد فنجد أن الكثير من المفكرين يذهبون إلى حتمية الرجل المنقذ التي تتحقق على يده المحبة والمؤاخاة بين بني البشر.. إن الحديث عن الإمام الحجة"عجل الله فرجه الشريف" ليس حديث ترف وملهاة، بل هو حديث عقيدة راسخة ذات أسس متينة نابعة من مصدر إلهي واحد وممتد عبر سلسلة نبوية علوية طاهرة وحديث شجرة راسخة امتدت جذورها وأينعت ثمارها ولا بد أن يحسن قطافها. وأضاف قائلاً: للانتظار ثقافة أسس لها أئمتنا الأطهار"عليهم السلام" والانتظار الإيجابي لظهوره يتحقق عبر التطبيق الفاعل للنهج الرسالي الصحيح والإعداد الحقيقي للأمة في بناء الذات للفرد المسلم، وأن يكون الجهاد الأكبر للنفس هو الشغل الشاغل للموالي الحقيقي المؤمن الصابر، فالمرحلة خطرة تستدعي من الجميع اليقظة والحذر، وإن الإنسان المؤمن المتسلح بالإيمان والأخلاق السامية هو الوحيد الذي يكون ناهضاً بمستوى المسؤولية والأكثر قدرة على مواجهة التحديات ، إن البناء الإيماني والعقائدي المنبثق من ثقافة الانتظار الواعية والعلاقة الحميمية الممتلئة حباً وعشقاً لشخص الإمام الغائب"عجل الله فرجه الشريف" والمرتقبة لظهوره ونصرته هو الطريق الأسلم للنجاة، فالمجتمع المسلم يحتاج إلى نهضة حقيقية نوعية فاعلة خصوصاً وإن الخطر محدق بالجميع وإن بلدنا العزيز يتعرض اليوم إلى أخطار تهدد كيانه الموحد، فلابد من التجرد من الأهواء والرغبات والمصالح الفئوية والشخصية لاستئصال الخطر التكفيري والانطلاق بروح المواطنة الصادقة التي يحث عليها ديننا الحنيف، فحب الوطن من الإيمان وهنا نستذكر الشهداء السعداء الذين وفدوا على ربهم ضحية للحقد الأعمى فندعو لهم بالرحمة والجنة كما ندعو للجرحى بالشفاء العاجل". وألقى سماحة الشيخ "حيدر النصراوي" محاضرة دينية بهذه المناسبة جاء فيها: " مهما طال الظلام والاضطهاد لابد من أمل منشود وفرج قريب، نحن أولئك الذين ننهج بذكره آناء الليل وأطراف النهار، ينظرنا ويترقبنا ويتابعنا باهتمام بالغ، يريد أن يقول انتظركم يا أتباع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب "عليه السلام" لتحققوا امتثالكم لأمر ربكم وتلبسكم بفعل طاعته وطاعة رسوله "صلى الله عليه وآله"، ينتظر منا أن نفجر ثورة الذات الكمالية على الذات الترابية، ينتظر منا لنصرخ بوجه الإرهاب الذي يعشعش في أرضنا ونقول ليزيد ولكل ظالم جبار يقبع في نفوسنا كلا للنفس الأمارة السوء، الإمام المهدي"عجل الله تعالى فرجه" يستصرخ فينا همة علي ونهضة الحسين "عليهما السلام" . كما بين في قوله: نحن اليوم بحاجة للرجوع إلى المهدي المنتظر من خلال علمائنا ومراجعنا لأنهم صمام أمان غيبة صاحب العصر والزمان، وها هي المرجعية الرشيدة اليوم أعلنت دعمها ومساندتها لأبناء القوات المسلحة الباسلة أولئك الذين شمروا بسواعدهم لحماية البلد من دنس الظلم والظالمين ووجهت بضرورة رص الصفوف ودعم المؤسسة العسكرية من خلال حث الشباب في الانخراط في صفوفها ليدافعوا عن بلدهم ومقدساتهم أمام أشرس قوة ظلامية يتعرض إليها العراق من قوى الكفر والكافرين. وكان للشاعر الأستاذ "رياض عبد الغني الكاظمي" قصيدة رائعة من الشعر القريض بعنوان " اغثنا يا حجة الله "جادت بها قريحته بمولد الموعود بالنصر المبين والذخور لنصرة الدين ومنها هذه الأبيات : ثباتاً يا بني قومي ثباتاً ... دَنَتْ من ساحة التأريخ حربُ كأني بالوغى دارت رحاها ... وأرضكُمُ لها يا قوم قطبُ ستطحن كلَّ من دارت عليه ... ويركب صعبَها شرقٌ وغربُ تذوب لهولها الصمُّ الرواسي ... وتضطربُ الربى ويحمُّ خطبُ فمن لأُوارها الا أسودٌ ... تقمصت المنايا فهي ثوبُ كما تألق الشاعر "عبد الرضا القرشي" بقصيدة من الشعر الشعبي أضفت الفرحة والسرور في نفوس الحاضرين وشهد الحفل فقرة الأسئلة والأجوبة ومسك ختامها توزيع الهدايا على الفائزين.