نور الإيمان يبدد ظُلمة الفساد

شاركت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة في المؤتمر الديني لهيأة النزاهة الذي انعقد في قاعة قرطبة في فندق المنصور، الثلاثاء 25 شعبان 1435هـ الموافق 24/6/2104م تحت شعار" نور الإيمان يبدد ظُلمة الفساد" والذي حضره رئيس هيأة النزاهة القاضي"علاء جواد" ورئيس ديوان الوقف الشيعي سماحة السيد "صالح الحيدري" وعدد من الشخصيات الدينية والثقافية والأكاديمية، وأكد المؤتمر على موضوع الفساد الذي استشرى في كثير من مفاصل الدولة، والذي أخذ ينخر في جسد المجتمع، وأصبح سبباً رئيساً في تأخيرعملية البناء والتنمية الاقتصادية التي أدت إلى عجز بعض مفاصل الدولة على مواجهة تحديات الإعمار وإعادة بناء البنى التحتيه اللازمة لنموها، وبيان ما هو دور المؤسسة الدينية والمنبرالحسيني في توعية المجتمع ومكافحة الفساد ومحاولة القضاء عليه. وكان للعتبة الكاظمية المقدسة مشاركة في المؤتمر حيث قدم سماحة الشيخ "عماد الكاظمي" عضو مجلس الإدارة بحثاً قيّماً بهذه المناسبة بعنوان " رؤية تربوية موجزة لعلاج الفسادين الإداري والمالي" بيّن في محوريه حرمة الرشوة وآثارها من منظور قرآني، وسبل علاج الفساد الإداري والمالي في مؤسسات الدولة، حيث بيّن سماحته إنَّ الفساد بكُلِّ أنواعه وأشكاله هو صورة من صور الباطل والاعتداء على أموال الآخرين، ويجب على الإنسان أنْ يمثل الحق ومبادئه ولا يرضى لنفسه أنْ يكون أداة للباطل والشيطان، وأشار في حديثه لابد من القضاء على ظاهرة "الرشوة" لأنها تُعَدُ أداة للهدم والتدمير المادي والمعنوي، مبيناً إن أمتنا لها جذور دينية وأخلاقية لا تسمح لتلك السلوكيات المنحرفة أن تسري بين أوساطها الاجتماعية. كما طالَبَ بضرورة وضع القوانين الصارمة والرادعة للحد من الفساد، ومحاسبة المقصرين والمفسدين مهما كانت عناوينهم وانتماءاتهم بغية الحفاظ على المال العام واحترام إرادة الشعب في المساءلة والمحاسبة، موضحا ً في الوقت ذاته إنَّ بناء الدولة القويمة قائم على بناء المجتمع، وليس على عدد محدد من الأفراد، ودعا إلى تكاتف جهود جميع المؤسسات الحكومية والدينية ومنظمات المجتمع المدني لبذل ما في وسعها للتثقيف حول ظاهرة الفساد المالي والإداري والتعامل مع هذا الأمر بجدية، مشدداً على تضمينه في المناهج التربوية والتعليمية مفاهيم النزاهة والشفافية منذ المراحل الدراسية الأولى. ورأى سماحته أن التمسك بالشريعة الإسلامية المقدسة "اعتقاداً وعملاً" لها الأثر البالغ في عملية البناء، وتُعد من أهم الخطوات الأساسية لبناء موظفي الدولة فهي وسيلة لتهذيب النفس وتربيتها والتحلي بالعلم والحكمة والعدل والإنصاف وقد تبعدهم عن الكذب والغش والخداع والمحسوبية والمنسوبية وتعطيل مصالح الناس ومعاملاتهم وإفساد أخلاقهم وخراب ذمتهم. واضاف إن الإنسان بصورة عامة محل ﭐبتلاء وصراع بين المبادىء والمغريات من اللذات، لذلك يجب معاهدة الجميع بالطرق التي تحافظ على الخط العام، مثل الترغيب والترهيب، والمكافأة للعاملين، والعقوبة للمقصرين. واختتم قوله بأنَّ جميع التشريعات الإسلامية غايتها الحفاظ على حياة الإنسان وكرامته، من خلال التربية الصالحة للفرد والمجتمع وتنظيم العلاقة بينهما، وبيان أبعاد هذه العلاقة في الحفاظ على الفطرة السليمة للإنسان. ومن الجدير بالذكر أن ديوان الوقف الشيعي شارك بورقة عمل عنوانها "الثورة الدينية على الفساد العام وخاصة في الجانب الإداري والمالي" وكذلك العتبة العباسية المقدسة ببحث عنوانه" محاربة الفساد الإداري والمالي ونشر ثقافة النزاهة بين أفراد المجتمع" وأيضاً للعتبة الحسينية مساهمة في هذا المؤتمر من خلال مشاركتهم ببحث عنوانه " الفساد يهلك الإنسانية، مع بيان رسالة الأديان السماوية" فضلاً عن بحوث أخرى قدمها ديوان الوقف السني والوقف المسيحي والديانات الأخرى .