رحاب الصحن الكاظمي الشريف تشهد الحفل المركزي لمناسبة ولادة إمامنا الحجة المنتظر وذكرى انطلاق فتوى الدفاع الكفائي

خفقت أجنحة الودّ والمحبة والوئام في شهر شعبان المُعظم لتضفي على أجواء القداسة رحاب الإمامين الكاظمين الجوادين "عليهما السلام" ألوان الفرح والبهجة والسرور وهي تحمل عبق البشرى بذكرى ولادة الصفوة من آل محمد إمامنا القائم المهدي المنتظر "عجل الله فرجه الشريف"، والذكرى السنوية التاسعة لانطلاق الفتوى العظيمة لمرجع الأمة سماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني "دام ظله الوارف" ضد أعداء العراق والمقدسات حين لبّى العراقيون نداءها، وسُطروا خلالها أروع ملاحم التضحية، بل رسموا بمواقفهم الفريدة والفذة لوحةً من لوحات التأريخ المشرق في الدفاع والثبات، وابتهاجاً بهذه المناسبتين المباركتين أقامت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة برعاية مباركة من قبل أمينها العام خادم الإمامين الكاظمين الجوادين الدكتور حيدر حسن الشمّري حفلها المركزي البهيج في رواق سيدنا عبد الله بن عبد المطلب "عليه السلام"، بحضور وفود العتبات المقدسة والمزارات الشريفة، وتجمع بغداد الحُسيني والعديد من الشخصيات الدينية والاجتماعية وجمع غفير من زائري الإمامين الكاظمين الجوادين "عليهما السلام".

استهل الحفل بتلاوة مباركة من الذكر الحكيم شنّف بها قارئ العتبة المقدسة السيد قاسم الزاملي أسماع الحاضرين، تلتها قراءة سورة الفاتحة المباركة أهدي ثوابها إلى أرواح شهداء العراق، بعدها تم تكريم الشهيد الحي المجاهد محمد البدري من محافظة ذي قار، أعقبها كلمة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة وألقاها أمينها العام الدكتور حيدر الشمّري جاء فيها: (إنه لشرف كبير لنا جميعا أن نقف في هذه الأيام المباركة لاستذكار مولد بقية الله الأعظم والمخلص الأكرم الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف قبل ألف ومئة وتسعة وثمانين عاما وكذلك استلهام العبر والدروس من ذكرى صدور فتوى الدفاع الكفائي التي انطلقت قبل تسع سنوات وما أكرمها من مناسبتين عظيمتين نحيي ذكراهما من جوار بابَيِ الحوائج والمراد فكلاهما صنعا انعطافة تاريخية كبرى غيرت وستغير مجرى الاحداث.

وبيّن: ضرورة الإيمان بحتمية ظهور المصلح الديني العالمي وإقامة دولة العدل الإلهي في كل الأرض هي من نقاط الاشتراك البارزة بين جميع الأديان والمذاهب، والاختلاف بينهم إنما هو في تحديد هوية ومصداق هذا المصلح العالمي الذي يحقق جميع أهداف الأنبياء والأوصياء.. وهذه الحتمية تلزمنا أن نعمل على التمهيد الصحيح لهذا الظهور المبارك.. فالتمهيد يحتاج إلى عمل وجهاد وتضحيات كبيرة مخلصة يعبر فيها الممهد عن صدقه في ولاية إمام زمانه ويدعو له في كل شؤونه.

وأضاف: أما المناسبة الثانية التي اجتمعنا من أجلها فما هي إلا مصداق إلى التمهيد لظهور الإمام حيث صدرت فتوى الدفاع الكفائي في الرابع عشر من شهر شعبان .. فقد وُلد من رحم هذه الفتوى أبطال وأبطال .. ضحوا بالغالي والنفيس ليسطروا أسمى معاني التضحيات في تاريخ العراق الحديث وحتما ستقف الاجيال لهم بإجلال وتعظيم لأنهم قدموا بشهادتهم ودمائهم وتضحياتهم وطنا آمنا لمن بعدهم).

وشهد الحفل مشاركة لفرقة إنشاد الجوادين بقصيدة عنوانها (مُنقذ الناس)، بعدها تألق شاعر محمد الفاطمي بقصيدة مطلعها:

ألفٌ وزادتْ والسنونُ مدى المدى *** يا صاحب الأزمان مدّ لها اليدا

ركعتْ لكَ العشاق شوقاً سيدي *** وجباهها صوبَ انتظارك سجدا

وكانت له قصيدة أخرى لمرجعنا المُفدى صاحب الفتوى سماحة السيد السيستاني "دام ظله الوارف" مطلعها:

يا سيد التأريخ شأنك أكبر *** فأبوك حيدرا وأمك كوثر

أحنيت ظهرك للعراق مودةً *** يا مرجع للحُب جرحك أخضر

واختتم الحفل بمشاركة الرادود الحسيني علي حامد الكاظمي بالأهازيج والأناشيد الإسلامية التي ترنمت بذكر الموعود وصاحب الطلعة البهية حيث أضفى خلالها روح البهجة ورسم الفرح على وجوه الحاضرين الموالين من زائري الإمامين الجوادين "عليهما السلام".