التنمية المستدامة والمدن الدينية

غدت المجالس الثقافية التي تشهدها العتبة الكاظمية المقدسة رافداً حيوياً وجزءاً مهماً تنبض بأجواء الفكر والإبداع والثقافة، وتعزز الحراك الثقافي والتواصل بين الأدباء والعلماء والمفكرين في هذه المدينة المقدسة، عقد المجلس الثقافي في مكتبة الجوادين العامة مساء يوم الخميس 4/9/2014م في الصحن الكاظمي الشريف، الندوة الثقافية الشهرية السادسة والستين بعنوان (التنمية المستدامة والمدن الدينية) للباحث د. "علي داود العطار"، بحضور عدد من أعضاء مجلس الإدارة والعديد من الشخصيات الدينية والعلمية والثقافية والأكاديمية، استهلت الندوة بتلاوة مباركة من الذكر الحكيم تلاها القارئ الحاج "همام عدنان" ، بعدها تحدث رئيس الجلسة سماحة الشيخ"عماد الكاظمي" عن عنوان الندوة والتعريف بالسيرة الشخصية للباحث، بعدها ألقى د. "علي العطار" بحثه الذي تطرق حول أثر التغيرات الثقافية في استدامة المدن الدينية ذات المزارت واختياره لمدينة الكاظمية المقدسة أنموذجاً، مؤكداً على أنها جزء من ثقافتنا وحضارتنا وتاريخنا وشريعتنا فضلاً عن أنها تمثل انعكاساً صادقاً للمفاهيم والقيم والمتطلبات الإنسانية. كما بيّن مفهوم الاستدامة وأبعادها الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، وانعكاسه في تحسين جودة الحياة البشرية ومستقبل الانسان وحفاظها على البيئة التي تعطي الاستمرارية للإنسان. وأشار إلى دلالات الاستدامة في القرآن الكريم مستشهداً بقوله تعالى "وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ" وقوله تعالى "وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ" ، "كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ". وطرح جوانب الاستدامة التي تعتمد على الجانب البيئي وأعده من الركائز المهمة للحفاظ على الموارد الموجودة في تلك المدن، واستغلالها بشكل مبرمج ومدروس. كما استعرض مفاهيم الاستدامة في المدن الدينية واعتبر العلاقات الاجتماعية هي جزء من الاستدامة في تلك المدن، مبيناً بعض المشتركات بين الأبعاد الاجتماعية للمدينة وزياراتها وظروفها ومتطلباتها واقتصادها وخدماتها وجغرافيتها ومناسباتها وشعائرها ونسيجها الحضري فكل تلك الآثار هي الجزء من مفهوم الاستدامة. وقد شهدت فقرات الجلسة مداخلات من قبل السادة الحاضرين أثرت الندوة العلمية من حيث الطرح والحوار.