مشاهد مهيبة في رحاب الإمامين الكاظمين "عليهما السلام" لإحياء الليلة الثانية من ليالي القدر المباركة
ليلة تُلزم المؤمن صلته بالكتاب الذي صدّق، وبالدين الذي آمن به، بل ليلة تجديد المؤمن ميثاقه لربّه الذي أخذه عليه في عالم الميثاق، وشَرعَ فيها تبارك وتعالى أبواب رحمته أمام عباده وهم يتقربون ويتضرعون إليه طلباً للرحمة والمغفرة، وكعادتهم في كلّ عام أحيى جمع غفير من المؤمنين الموالين أعمال ليلة الحادي والعشرين من شهر رمضان المبارك، الليلة الثانية من ليالي القدر مُحتشدة تحت ظلّ بركات الإمامين الجوادين الكاظمين "عليهما السلام"، حيث شهد الصحن الشريف المراسم العبادية الخاصة بهذه الليلة بحضور فضيلة الشيخ المربّي حبيب الكاظمي ليُتحفَ الحضور بسلسلة من المواعظ عن ليلة تقدير مصائر البشر، مؤكداً على أن ندرك حقيقة ليلة القدر، ونشرع فيها إلى الأمر الولائي والأمر التوحيدي، ونعلم ما هو الطريق إلى الله تعالى، وإذا توجّه الإنسان بالدعاء في هذه الليلة فسوف يكون أقرب إلى الرحمة الإلهية وعلى وجه الخصوص في مشاهد أهل البيت "عليهم السلام".
وأشار فضيلته إلى ضرورة اغتنام فرصة التَميّز لنكون قريبين إلى التكامل، ومبيّناً أن مشكلة الإنسان أنه أسير الوهم والخيال إذ تأخذه أفكاره يميناً وشمالاً وتجرّ به إلى التبعثر الباطني، لذا ينبغي أن يجاهد نفسه.
كما أكد سماحته أن توجّهنا في هذه الليلة المباركة إلى الباري عزّ وجل هو أن نُحيي ديوان أعمالنا، واللقاء مع الله تعالى بقلب سليم مطمئن لنلوذ به، وندخل حصنه لطلب نجاتهِ وشمولنا بواسع رحمته، ونتوب إليه توبة نصوحة من خلال هجران الذنوب مستشهداً بقوله تعالى: (أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).
كما تخلل المنهاج قراءة الأدعية والزيارات الواردة عن أهل البيت "عليهم السلام" والتهجد والاستغفار ورفع المصاحف على الرؤوس وقراءة الأذكار الخاصة وقراءة دعاء الجوشن الكبير بمشاركة كل من: القارئ الدكتور رافع العامري، والقارئ السيد عبد الكريم قاسم، والقارئ الحاج همام عدنان، والقارئ الخادم أحمد باقر، وسط حضور جموع المؤمنين الموالين رغبةً لنيل الرحمة الإلهية والعِتق من النار، مُبتهلين إلى الله العلي القدير بالدعاء لصاحب العصر والزمان وتعجيل الفرج.
وبعد انتهاء تلك المراسم المباركة، توجّه خدّام العتبة الكاظمية المقدسة بتقديم وجبات السحور إلى الزائرين الكرام.