القلوب والأرواح ترفع نعشك يا جواد آل النبوة
توشحت الأرض بالسواد، وتلونت السماء بلون الحداد، وسار الموالون إلى شفيعهم في يوم التناد، جواد الأجواد وباب المراد محمد بن علي الجواد "عليه السلام" في ذكرى شهادته الأليمة ليقيموا العزاء ويواسوا صاحب تلك المصيبة العظمى بقية الله في أرضه حفيده الإمام المنتظر المهدي "عجل الله فرجه الشريف"، وبهذه الفاجعة العظيمة التي بعثت الحزن والأسى والشجن في نفوس المؤمنين، شهدت مدينة الكاظمية المقدسة صباح يوم الجمعة التاسع والعشرين من شهر ذي القعدة 1445هـ مراسم إحياء ذكرى شهادة الإمام البر التقي محمد بن علي الجواد "عليه السلام"، حيث انطلقت الحشود المؤمنة المُوالية وبتقليدها السنوي لتشييع النعش الرمزي الطاهر الذي حُمل على أطراف اﻷصابع ليُعانق عنان السماء، وسط هتافات الولاء لصاحب الذكرى الأليمة معبّرين عن عظيم حزنهم ومواساتهم للنبي الأكرم "صلى الله عليه وآله وسلم" وآل بيته الأطهار "عليهم السلام" بهذا المصاب الجلل.
وبدأت مراسم إحياء هذه الذكرى الأليمة في رحاب الصحن الكاظمي الشريف بتلاوة معطرة من الذكر الحكيم عطر بها مسامع المعزّين القارئ الخادم باقر أحمد سهر، وقراءة قصة استشهاد الإمام الجواد "عليه السلام" بمشاركة فضيلة الشيخ أحمد الربيعي، ليعتلي بعده المنبر الخادم الرادود كرار الكاظمي لقراءة قصائد النعي والرثاء لصاحب المصيبة الكبرى شباب الأئمة الإمام محمد بن علي الجواد "عليه السلام".
واختتمت المراسم بزيارة الإمامين الجوادين "عليهما السلام"، والدعاء للزائرين الكرام بالعودة إلى ديارهم سالمين، وأن يرحم شهداءنا ويشافي مرضانا، وأن يحفظ مقام المرجعية الدينية العُليا، والدعاء بتعجيل فرج مولانا الإمام صاحب العصر والزمان "عجل الله تعالى فرجه الشريف".