الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة تواصل فعاليات أسبوع الولاية لموسمه الثالث في القشلة ببغداد
أطلّ غدير الولاية يروي المُحبين من فيض بركته، ويسقي الوالهين من سلسبيل خيره ونعمائه، ويفتح بمروره في كل عام براعم العشق لمحمد النبي ولعلي الوصي وللأئمة من بعده "عليهم السلام" حتى يتهافتون جميعاً مُعلنين تجديد بيعتهم وعهدهم لصاحب الغدير أمير المؤمنين "عليه السلام" بكل ألوان الولاء، وبهذه المناسبة المباركة نظّمت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة حفلاً بهيجاً في شارع السراي "القشلة" ببغداد، بالتعاون مع الأمانتين الخاصتين لمزاري السفير الأول عثمان بن سعيد العمري، والسفير الثالث حسين بن روح النوبختي "رضوان الله عليهم"، بحضور جماهيري واسع، إلى جانب جمع عدد من الشخصيات الدينية والاجتماعية.
استهلت فعالياته بتلاوة من الذكر الحكيم عطر بها أسماع الحاضرين قارئ العتبة المقدسة باقر أحمد سهر، بعدها كلمة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة وألقاها مدير قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة المقدسة فضيلة الشيخ عَدِي الكاظمي بيّن خلالها قائلاً: (إن الحديث عن يوم الغدير الأغر إنما هو حديث عظيم مُشرق ليوم من أيام التأريخ الإسلامي لما لهُ من علاقة وثيقة بمقام وفضل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب "عليه السلام" بصورة عامة، والتأكيد على إمامته للمسلمين بصورة خاصة، فالولاية .. ليست أمر ثانوياً أو مرتجلاً أو طارئاً، ولم تُطرح للشورى أو المداولة بل هي أمر إلهي، وجزء أصيل من دين النبي محمد "صلى الله عليه وآله وسلم".
وأضاف فضيلته: أن ديناً بلا ولاية لا قيمة لهُ، وشريعة بلا أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب ولم تُبلّغ للناس تصبح شريعة مبتورة لا أثر لها في القلوب، فكمال التشريع كان حُلما للأنبياء جميعاً من النبي أدم "عليه السلام" إلى خاتمهم نبينا محمد "صلوات الله عليهم أجمعين".
وتابع الشيخ الكاظمي قائلاً: وهل هناك مناسبةٌ أعظم من هذه المناسبة التي ترتبط بالعقيدة الإسلامية، وتعنى بالحفاظ على تعاليم الشريعة المقدسة بعد رحيل النبي "صلى الله عليه وآله وسلّم" بما لا يخفى على أحد من المسلمين وغيرهم تلك العلاقة الوثيقة التي لا تفترق بين النبوة والإمامة، وما كان يبذله النبي "صلى الله عليه وآله وسلّم" من جهودٍ كبيرة طيلة حياته الشريفة في بيان ذلك للمسلمين كما أمره الله تعالى فكان "صلى الله عليه وآله وسلّم" يؤكد في مناسبات كثيرة ولاية الإمام علي "عليه السلام" للأمة وبيان فضله ومقامه وعدم مساواة غيره له بذلك وأنه مقياس معرفة الحق فهو مع الحق والحق معه يدور حيثما دار فلا يفترق أحدهما عن الآخر أبداً.
تلتها كلمة الأمانتين الخاصتين بمزاري السفير الأول والثالث "رضوان الله عليهما" وألقاها فضيلة الشيخ رياض الكعبي قائلاً: نبارك لإمامنا الحُجة بنِ الحسن المهديُ "عجل الله فرجه الشريف" ولمرجعيتنا الرشيدة متمثلة بسماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني "دام ظله الوارف"، ولجميع المسلمين هذه الذكرى العطرة.. عيد الغدير الأغر، عيد الله الأكبر الذي احتفى به النبي الأعظم "صلى الله عليه وآله وسلّم" وجميع المسلمين في الثامن عشر من ذي الحجة الحرام لحجة الوداع فغدا عيداً إسلامياً عظيماً من أعياد المسلمين يحتفون به كل عام.
ونيابة عن الأمانين الخاصتين للسفير الأول والثالث "رضوان الله عليهم" نتقدّم بالتهنئة أولاً، والشكر والامتنان إلى الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة متمثلة بخادم الإمامين الكاظمين الجوادين الدكتور حيدر حسن الشمّري، وأعضاء مجلس إدارته الموقر لحرصهم في مشاركتنا هذا الحفل المبارك، سائلين المولى العلي القدير لهم دوام التوفيق والسداد.
أعقبتها مشاركة للشاعر السيد الخادم مرتضى الحسني بقصيدة ولائية بهذه المناسبة المباركة ترنمت كلماته بحُب أمير المؤمنين الإمام علي "عليه السلام" ومنها هذه الأبيات:
فَتَىً قَدْ شَاءَهُ الرَّحمَنُ مَولَى *** سَمَاويًا بِمَعنَى الحُبِّ أولَى
هوَ الكَونيُ عُمرًا وائتِلاقًا *** مِثَاليَ الجَمَالِ وليسَ يَبلَى
يُعَانِقُ هَامَةَ الإعجَازِ ضوءًا *** فَصَارَ بِدَهشَةِ الأفْوَاهِ يُتْلَى
واختتمت الفعاليات التي تألق في عرافتها الخادم هادي السلامي بمشاركة فرقة إنشاد الجوادين أنشودة غديرية، ومن ثم مشاركة مدرسة الرادود الحسيني وبحضور أكثر من (200) رادود ومنشد ليقدّموا أوبريتاً مميزاً بعنوان: "ختام القصة" وقد شهدت الفعالية تفاعلاً كبيراً من الحضور، وارتفعت الدعوات من قلوبهم سائلين الله تعالى أن يجعلهم من المتمسكين بولاية الإمام علي بن أبي طالب "عليه السلام"، وأن يعجل بفرج ولده خاتم العصمة، الإمام المهدي المنتظر ويجعلهم من أنصاره وأعوانه والذابين بين يديه.