وفاءً لصاحب ملحمة الطفّ الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة تُقيم مراسمها الخاصة بيوم عاشوراء
ها هم عشاق سيد الشهداء "عليه السلام" يحيون يوم عاشوراء .. يوم الجهاد والشهادة الذي يُعد من أهم المنعطفات في تاريخ الإنسانية، وهم يستذكرون قافلة الإباء والولاء .. قافلة العشق والعاشقين المتعلقين بحبال السماء، تلك الثلة التي اصطحبها بقية النبوة الإمام أبو عبد الله الحسين "عليه السلام" من أرض الوحي إلى أرض الفداء كربلاء الشهادة، وقدّمت أروع نماذج التضحية والولاء لإعلاء كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله معلنةً صرختها المدوية بوجه الظلم والطغيان ليبقى شعارها "هيهات منا الذلة" مبدأً رسالياً لإرساء القيم الإنسانية التي تهدف إلى حفظ كرامة الإنسان فضلاً عن الإصلاح وجعله مطلباً ضرورياً لإحياء السُنة والشريعة.
واستذكاراً لهذه الرزية الكبرى والمصاب الجلل ومواساةً للنبي الأكرم وأهل بيته الأطهار "عليهم السلام"، أقامت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة صباح العاشر من محرم الحرام 1447هـ، مراسم عزائية خاصة بحضور الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة، خادم الإمامين الكاظمين الجوادين الدكتور حيدر حسن الشمّري، وخدام الامامين (عليهما السلام)، وجمع غفير من الزائرين الذين وفدوا لتقديم التعازي والمواساة وتجديد العهد والولاء للإمامين الكاظمين الجوادين "عليهم السلام".
استهلت المراسم بتلاوة آيٍ من الذكر الحكيم شنّف بها الأسماع القارئ حسين مع الله، بعدها ارتقى المنبر الرادود كرار الكاظمي لقراءة "المقتل الحسيني" وسرد القصة الكاملة لواقعة الطف الأليمة، وكيف خرجت في ذلك اليوم رؤوس الأسنّة والرماح والأحقاد وهي مشرعة لتلتهم جسد حامل راية القيم السامية وصاحب ملحمة الطفّ الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه الأبرار "عليهم السلام"، حينها ضج الحاضرون بالنحيب والبكاء وذرف الدموع مواساةً لرسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" حزنا وألماً على ما جرى من مأساة وحيف على أهل بيت العصمة "عليهم السلام"، بعدها عقد مجلس للعزاء لقراءة القصائد الرثائية، واختتمت تلك المراسم بقراءة زيارة عاشوراء، وتقديم أحر التعازي إلى الإمامين الجوادين "عليهما السلام"، والدعاء ومعاهدتهم على البقاء والوفاء والولاء في السير على النهج الحسيني الخالد، والتعجيل بالفرج لصاحب العصر والزمان.
من الجدير بالذكر أن الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة تواصل مجالسها الحسينية للعشرة الثانية من شهر محرم الحرام، وفاءً لوريث الرسالة المحمدية ومواصلة مسيرة العطاء الحسيني الخالد.