العتبة الكاظمية المقدسة تحيي ولادة خير نساء العالمين فاطمة الزهراء-ع-
أشرقت الدنيا بولادة الكوكبُ الدّري, والكوثر الفيّاض, تزهرُ لأهل السماء كما تزهرُ النجومُ لأهل الأرض يغضب الله لغضبها, ويرضى لرضاها . إنها سيدة نساء العالمين وبنت أشرف الانبياء والمرسلين وزوج سيد الوصيين فاطمة الزهـراء(ع) .
حيث أقامت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة حفلاً بهيجاً بمناسبة الذكرى العطرة لولادة الطهر والعفاف الصديقة الطاهرة والحوراء الإنسية (ع), في رحاب الصحن الكاظمي الشريف، بحضور الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة الحاج(فاضل الانباري) وعدد من أعضاء مجلس الإدارة والعديد من الشخصيات الدينية والاجتماعية واستهل الحفل بتلاوة آيٍ من الذكر الحكيم شنف بها أسماع الحاضرين الحاج(رافع العامري) ثم تلة كلمة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة ألقاها أمينها العام الحاج (فاضل الانباري) جاء فيها : (ان صاحبة الذكرى هي احدى الرموز التي تفخر بها الامة الاسلامية بل وتباهي بها الامم عبر تاريخها الطويل, ذلك لأنها حلقة الوصل بين النبوة والإمامة, فقد ضربت لنا الزهراء(ع) أروع الصور والأمثلة في عبادتها وجهادها ومسؤوليتها في تحمل رسالة ابيها ونشر مبادئها, وأعطت الصديقة اعظم الدروس في تربية الابناء وإعدادهم لحمل الرسالة المحمدية الخالدة فكانت(ع) نعم الابنة ونعم الزوجة ونعم الام ونعم المربية, كما ضربت اروع الامثلة في العفة والحجاب والحشمة وسمو الأخلاق فالحري بالمرأة المسلمة ان تسير على خطاها وتنهج نهجها لتنال رضا الله وتفوز بجنانه .
فأنتِ اليوم محاطة بتيارات غربية هدامة, هدفها النيل من مبادئ اسلامك العظيم فيجب ان تتسلحي بالوعي والثقافة الاسلامية وتقاومي كل اشكال الانحراف وتلتزمي بحجابك, وتجعلي الزهراء قدوة لك في اقوالك وأعمالك وإياك ان تكوني اسيرة الشيطان الذي يجرك الى الهاوية, فحاولى ان تغرسي مبادئ الاسلام في بيتك ومجتمعك فأنت المدرسة التي تربي الأجيال .ان من واجب كل امرأة مسلمة ان تقتدي بسيرة الزهراء العطرة وخصوصا في هذا الوقت الحرج الذي تكثر فيه المغريات وتنتشر فيه الرذائل وتتفشى فيه سموم أعداء الإسلام ليبعدونا عن ديننا الحنيف وبشتى الطرق فيجعلون الحجاب تخلفاً والحشمة والعفاف تأخراً وجهلاً, فقد جهد أئمة الكفر أعداء الإسلام أن يجعلوا من المرأة دعاية لأغراضهم لأجل أن يسيطروا على فكر الأمة فتراهم ينادون بالتبرج والحرية وغيرها من الألفاظ البراقة, فيجب أن ننتبه لما يحيط بنا من ثقافات تريد بنا سوءاً, وعلى المرأة أن تكون مدرسة تجسد القيم الأخلاقية الثقافية التي جاء بها ديننا وحفظها رسولنا(ع) وأئمتنا(ع), وأن تنمي روح الفضائل وتنهض بأسرتها وشعبها وأمتها نحو الرقي لتعانق المجد والرفعة والسمو).
كما تخلل الحفل محاضرة دينية توجيهية لسماحة السيد (علاء الموسوي) تركزت حول شخصية سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء(ع) وأبعادها الإيمانية والرسالية والاجتماعية باعتبارها القدوة والأسوة الحسنة لكل مؤمن ومؤمنة, ووصفها بالدليل والحجة والمعجزة مستشهداً بذلك بالخطبة المشهورة لها المتميزة بنصوصها البليغة والرصينة ومحتواها العالي, وذكر ان من يريد ان يصل الى احقية الإسلام يجب ان يدرس خطبة الزهراء(ع). وبعدها ألقى عدد من الشعراء قصائدهم الولائية من الشعر القريض والشعبي مجدت صاحبة هذه الذكرى العطرة ونهلت من بحر علمها وفيض كرمها ومناقبها وفضائلها وسجاياها الزاخرة وهم الشاعر الحسيني الاستاذ ( مهدي جناح الكاظمي) و (ابو يقين الصالحي) و(مجيد الربيعي).
وكان لفرقة الجوادين الإنشادية دور مميز بهذه المناسبة حيث صدحت حناجرهم بالموشحات الإسلامية والتي أضفت روح الفرح والسرور والبهجة على نفوس الحضور التي وترنمت بالحب والولاء للنبي الأكرم(ص) وعترته الطاهرة و كذلك الأهازيج والردات للمنشدين وهما الرادود(سراج منير الخاصكي و كرار الكاظمي)، كما كان لعريف الحفل الاستاذ (سامر راضي) الدور البارز في إنجاح هذا الاحتفال البهيج.